في يوم رجال الإطفاء.. ثقافة الإطفاء في المجتمع تقلّل الأعباء
يصادف في الرابع من أيار من كل عام يوم رجال الإطفاء العالمي، تقديراً للدور المتميّز لرجال الإطفاء في إخماد الحرائق وتعريض حياتهم للخطر في سبيل الحفاظ على حياة الناس وممتلكاتهم. وقد تم اعتماد هذه المناسبة عالمياً بعد وفاة خمسة من رجال الإطفاء أثناء تأدية عملهم الإنساني في أستراليا.
موقع "العهد" الإخباري يتطرق للمناسبة في مقابلة مع مدير فوج إطفاء الضاحية التابع لاتحاد بلديات الضاحية الجنوبية لبيروت حسين كريّم والذي بيّن في حديثه أن "الهدف من تأسيس فوج الإطفاء هو تثقيف المجتمع لناحية تمكينه من التعامل مع أي حريق إلى جانب تقديم الخدمات اللازمة وتأمين ما يلزم لذلك، فخلق ثقافة الإطفاء في المجتمع يساعد على احتواء الحرائق أو حصرها بالحد الأدنى الى حين وصول رجال الإطفاء الذين قد لا يسعفهم عامل الوقت بسبب ازدحام الطرقات أو مشاكل أخرى".
كما تقلل ثقافة الإطفاء في المجتمع بحسب كريّم من الأعباء المترتبة على المعنيين من استهلاك آليات وماديات في ظل تقلّص الإمكانيات التي يشهدها لبنان على هذا الصعيد نتيجة الأزمة الاقتصادية، وعند ذلك يبقى تدخل الفوج بعمليات الإطفاء عند الحاجة، وحيثما يوجد الخطر.
وبالإضافة إلى تقديم خدمات الإطفاء والعمل على ورش تثقيفية يقوم فوج إطفاء الضاحية بوضع خطط ليكيفية التعامل مع الحرائق والزلازل للمؤسسات وتدريب الكوادر العاملة فيها لتجنب الأضرار البشرية بالحد الأدنى والقيام بما يلزم عند حدوث أي خطر، عدا عن إقامة معارض تحاكي تفاصيل مهمة رجل الإطفاء، من الوظيفة والدور والمعدات واللباس إلى الصفات الجسدية والنفسية، من أجل تسهيل الطريق للقيام بمهمته دون معوقات.
يشتمل قسم العمليات والطوارئ في مركز فوج الاطفاء على معرض تثقيفي يعرّف عن رجل الإطفاء ومهامه وقسم التمارين الخاصة برجال الإطفاء، وتجهيزات هي الأحدث عالمياً والأكثر تطورًا مواكبةً للواقع الحالي، كذلك يوجد في المركز عشر سيارات إطفاء متنوعة الأحجام والسعة كي تتناسب وحجم ونوع كل حريق وتتلاءم مع حجم الطرقات الواسعة والضيقة، إضافة إلى تجهيز المركز بسلم طوله 42 مترًا يبلغ حدود 12 طابقًا للاستفادة منه في عملية الإخلاء.
كذلك ينفرد المركز على صعيد لبنان باستخدام الدراجة النارية التي يقودها رجل إطفاء واحد ويكون العنصر الأولي للتدخل، مزودًا بجهاز لإطفاء الحرائق الصغيرة، ومن مميزاته الوصول المبكر الى نقطة الحريق تفاديًا لازدحام السير، ويستفاد من هذه الآلية التي أثبتت فعالية عالية على الأرض خاصة في الحرائق البسيطة، إن كان حريق دراجة نارية أو سيارة أو حريقًا منزليًا.
أما عن العقبات والمشاكل التي واجهها رجال الإطفاء أثناء القيام بعملهم فقال: "أكثر مشكلة نواجهها أثناء عملنا هي الاندفاع العشوائي والعاطفي للناس أثناء الحريق أو بعيد التفجيرات"، مشيرًا إلى أن "هذا الحماس قد يعرضهم للخطر ويعرض رجل الإطفاء للخطر أيضًا ويؤخر عملية الإخلاء وإطفاء الحرائق".
وتمنى مدير فوج إطفاء الضاحية على الناس التبليغ عن معطيات أي حريق بشكل صحيح وذلك من أجل تأمين ما يلزم من معدات تتناسب مع حجم الحريق ومكانه.
بدوره، مسؤول قسم الإطفاء في الهيئة الصحيّة الإسلاميّة صادق حميّة رأى في حديثه لـ"العهد" أن "هناك تقصيرًا حكوميًا وإن كان معنويًا اتجاه جمعيات الإطفاء والتي تعتبر ركيزة أساسية بهذا المجال في ظل ما تعانيه الأجهزة الرسميّة اليوم"، مناشدًا "الدولة إنشاء خلية أزمة بين أفواج الإطفاء المختلفة في لبنان لتوحيد الجهود وتقديم الأفضل من أجل حماية حياة الناس وممتلكاتهم".
وطالب حمية الحكومة بتقديم تسهيلات جمركية لهذه المنظمات من شأنها توظيف الأموال في خدمة المجتمع بدلا من الزامها دفع ضرائب ورسوم الأمر الذي يشكل أعباء إضافية وتقييدًا لقدرتها على تقديم الخدمات".
وتقدّم المتحدثان بختام كلامهما مع موقعنا بمعيادة رجال الإطفاء في يومهم، متمنين لهم ولجميع أفراد المجتمع الصحة والسلامة من كل سوء.